-A +A
ياسر سلامة
المساجد في رمضان غير، والناس فيها بأعداد غير كل الشهور، واستخدام واستهلاك كل ما فيها من خدمات وأدوات ايضا غير في رمضان، والناس والحمد لله محبون وسباقون لعمل الخير في هذا الشهر الفضيل إلا ان بعض هؤلاء الخيرين لا يحب ان يرى ما ينفق من صدقات وتبرعات الا في مسجد حارته أو حيه، وإن كان هذا المسجد غير محتاج وهناك من يقوم عليه فردا كان او جماعة.
العطاء والصدقات والتبرعات من المؤكد ان نفعها وفضلها وأجرها يزيد عندما تذهب للمكان او الجهة الاكثر احتياجا لها، وهناك مساجد في بعض الاحياء الفقيرة في حاجة كبيرة لمن يتبرع لها ولو بمكيف (شباك) والذي قد يكون تجاوز خدمة بعضها العشرين عاما، وكذلك حال فرشها وثلاجاتها ومعظم محتوياتها.

مثل هذه المساجد تحتاج وباستمرار من يبحث عنها ويتلمس احتياجاتها فأهلها او جماعاتها لا يستطيعون سد متطلباتها وأيديهم بالكاد تكفيهم، وإذا لم تصل يد المحسنين لهذه المساجد (الموجود بعضها في احياء كغليل، والسبيل، والبخارية، والقريات، والنزلة اليمانية، وفي الكثير من الاحياء العشوائية) فإن مصيرها التراجع وعلى مستوى كافة تجهيزاتها الحيوية الهامة كالتكييف والفرش والصوتيات والخدمات الصحية بصفة عامة بالاضافة الى الدهانات والابواب.
مئات المساجد في كل مدينة يديرها الناس رغم ان القرارات من وقت لآخر تلزم بضم جميع المساجد لوزارة الاوقاف، ومن ينكر شراكة الناس ودورهم الكبير والهام في ادارة المساجد فهو واهم ولا يحاكي الحقيقة، ومن يظن ان الناس الذين ينفقون اموالهم على المساجد ويديرونها على حساب وقتهم طمعا في ما عند الله، من يدعي ان هذا الدور تكميلي وغير مؤثر في وضع المساجد بصفة عامة فهو ايضا يغاير الحقيقة. الناس شريك اساسي لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في ادارة المساجد، وتوجيهها بنشرات او تقارير دورية تتجدد من وقت لآخر توضح احوال المساجد وتحديد الأكثر احتياجا منها للإنفاق سيكون له اكبر الاثر والنفع. لأن الصرف والإنفاق من الناس سيذهب في محله، واحتياجات المساجد ستجد من يغطيها وفي اسرع وقت ممكن.
التنسيق بين من يرغب الإنفاق على المساجد وبين وزارة الاوقاف سيوقف الكثير من الهدر والصرف الحاصل في غير محله، وسيمنع على سبيل المثال تغيير فرش مسجد كل سنتين بينما مسجد آخر لا يجد من يغير فرشه عشرة او خمسة عشر عاما. والله الموفق.